كوالالمبور
تعد ماليزيا من الدول السياحية الهامة في قارة آسيا، ويعتبر القطاع السياحي من أهم مقومات ودعائم الإقتصاد الماليزي، ومنذ بداية العام الجاري حتى شهر مايو الماضي وصل إلى البلاد أكثر من 11.5 مليون سائح بزيادة قدرها 10% عن العام الماضي، حيث تستهدف الحكومة الماليزية جذب 29 مليون سائح خلال العام الجاري بإيرادات متوقعة بـ89 مليار رنجيت.
في الأعوام الأخيرة نشطت السياحة العلاجية في العديد من دول العالم ومن بينها ماليزيا، فالمقومات الأساسية والبنية التحتية وتطورها السريع جعل منها مقصداً سياحياً مهماً وجاذباً للعديد من السياح وخصوصاً من منطقة الشرق الأوسط والدول الإسلامية، حيث إحتلت الوجهه الرئيسية للعديد من المسلمين لفترة طويلة.
تفوق استثماري
يمثل القطاع السياحي الطبي والعلاجي في ماليزيا إستثماراً يتنامى مع إزدياد أعداد الزائرين لماليزيا بغرض السياحة الترفيهه أو العلاجية الطبية، وبالرغم من وجود منافسة قوية من قبل تايلاند وسنغافورة في هذا القطاع الصحي إلا أن ماليزيا مازالت تثبت جدارتها وتفوقها من خلال جذب المرضى والسياح وتوفير كافة المستلزمات العلاجية بأسعار معقولة وخدمات جيدة.
وفي سياق ذلك أشار رئيس جمعية المستشفيات الخاصة في ماليزيا داتوك دكتور يعقوب توماس عن الأسباب الرئيسية التي تجعل من ماليزيا بلداً جاذباً للسياحة العلاجية على الصعيد العالمي وهي إجراءات الدخول السهلة إلى البلاد، وإرتفاع معدلات الرعاية الصحية في المستشفيات الحكومية والخاصة إضافةً إلى الأسعار الجيدة والمقبولة من قبل المرضى القادمين للسياحة العلاجية في ماليزيا.
جودة عالية
وأضاف أنه خلال العام الماضي 2013 تضاعف عدد المرضى الأجانب الراغبين في الحصول على خدمات الرعاية الصحية في ماليزيا مقارنةً بالأعوام السابقة حيث وصل عددهم إلى أكثر من 770 ألف شخص، وأن معظم المرضى القادمين كانوا من الدول الإسلامية مثل إندونيسيا والدول العربية وغيرها من الدول الأخرى.
وبلغ إجمالي إنفاق المرضى على قطاع السياحة العلاجية والطبية من قبل السياح الأجانب فقط 216 مليون دولار في عام 2013 فقط، وشمل ذلك على زيارة المنتجعات الصحية ومنتجعات العلاج التقليدي، وأتى ذلك بتعزيز خدمات المؤسسات الطبية والمستشفيات برفع كفاءتها في العديد من التخصصات الهامة كطب القلب، وجراحة العظام، والأعصاب، والجراحات التجميلية، إضافةً إلى الفحوصات الطبية التي تمثل نسبة كبيرة من قطاع السياحة العلاجية في ماليزيا، فإنخفاض التكاليف والجودة العالية والفترة القصيرة هي من أهم العناصر التي تجذب المرضى للعلاج.
ومن أهم الإنجازات التي تحسب للقطاع الصحي في ماليزيا هي إجراء عمليات تغيير شرايين القلب وجراحة العظام بدون عمليات جراحية بأسعار معقولة، إضافةً إلى فترة النقاهة التي يمكن للمريض أن يقضيها للإستشفاء، وساهمت هذه في توقيع إتفاقيات بين الحكومة الماليزية والعديد من الدول مثل وسلطنة عمان وكازاخستان وليبيا بإرسال المرضى للعلاج في ماليزيا.